ربيع الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ربيع الحب


    سقيفة بني ساعدة وأهم لأحداث

    nawal_a
    nawal_a
    ربيع فضى
    ربيع فضى


    انثى عدد الرسائل : 608
    العمر : 38
    نقاط : 6617
    تاريخ التسجيل : 01/02/2009

    سقيفة بني ساعدة وأهم لأحداث Empty سقيفة بني ساعدة وأهم لأحداث

    مُساهمة  nawal_a الجمعة أبريل 13, 2012 10:07 pm

    الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على المبعوث رحمتا للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

    أولهم بالخير الصديق أبا بكر السابق الى الأيمان والفاروق أبا حفصة عمر الهارب منه الشيطان وعثمان بن عفان بحر العلوم وجامع القرآن وعلي بن أبي طالب مزلزل الشرك ومدمر الأوثام ومعاوية الملك العادل أبن أبا سفيان

    والتابعين لهم بأحسان الى يوم الدين...

    أماا بعد

    أحبتي في الله

    سقيفة بني ساعدة وأهم لأحداث

    سقيفة بني ساعدة, أشبه بديوان أو مجلس كان يجتمع فيها الأنصار وغيرهم في المدينة, وقد ارتبط اسم السقيفة بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, سنة 11هـ حيث تم فيها مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين, وعصم الله الأمة بهذا الاجتماع الذي تبادل فيه المسلمون آراءهم حول الخلافة, فأدلى الأنصار بدلوهم, والمهاجرون كذلك.

    ويروي الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (حديث رقم 3668) خبر السقيفة واختيار خليفة المسلمين فيقول رحمه الله: حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال: أخبرني عروة بن الزّبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن رسول الله لما مات اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير, ومنكم أمير, فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة, فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر, وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيّأت كلاماً قد أعجبني خشيت ألا يبلغه أبو بكر, ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس, فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء. فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل, منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا, ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء, هم أوسط العرب داراً –يقصد قريشاً- وأعزهم أحساباً, بايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت, فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده وبايعه الناس".

    لم يرق لأعداء الإسلام أن يروا المسلمين وقد توحدت كلمتهم فصوّروا اجتماع المسلمين في السقيفة بأنه اغتصاب للخلافة ومؤامرة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه خاصة, وقالوا بأن غياب علي والعباس رضي الله عنهما كان بسبب رفضهم خلافة أبي بكر, علماً بأن تغيب علي وعمّه العباس عن الاجتماع كان لانشغالهم بتغسيل النبي صلى الله عليه وسلم إضافة إلى الزبير بن العوام, وقد شاركوا المسلمين بيعتهم واختيارهم هذا فيما بعد.

    وقد أطلق أعداء الإسلام لأنفسهم العنان بما رووه إذ ادّعوا أن البيعة لأبي بكر تمت بتخويف وتهديد من عمر بن الخطاب والمهاجرين, في الوقت الذي لم يكن يتواجد فيه من المهاجرين في السقيفة إلا ثلاثة هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة, فكيف يمكن لشخص أو اثنين أن يرهبوا مجموع الأنصار وهم أهل قوة وشدة.

    كما أن هؤلاء ادّعوا أن الأنصار توعّدوا قريشاً والمهاجرين بالحرب والقتال, وأن المهاجرين لفّقوا حديث (الأئمة من قريش) لتكون لهم الزعامة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم, وهذه كلها أمور لا تصح, فإضافة إلى رواتها الوضّاعين الذين ردّ رواياتهم أئمة الجرح والتعديل, فإنها تتناقض مع عدالة الصحابة وما عرف عنهم من الإيثار والتقوى والعزوف عن الدنيا وملذاتها, فقد كان عموم الأنصار يرون أن قريشاً والمهاجرين أحق بالخلافة, كما أن الأنصار كانوا يعرفون مكانة أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وأنه أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

    وكذلك كان حال سيد الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه عندما ذكّره أبو بكر بمكانة قريش قائلاً: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر فبرّ الناس تبعاً لبرّهم, وفاجرهم تبع لفاجرهم, قال سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء. (مسند الإمام أحمد 1/18 بتحقيق العلامة أحمد شاكر).

    هكذا كانت مبايعة أبي بكر بيعة عامة, اشترك فيها المهاجرون والأنصار ومنهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد ارتضى هؤلاء جميعاً خلافة أبي بكر, وأما الاختلاف الذي حدث في بادىء الأمر فلا يعدو اختلاف وجهات نظر, سرعان ما تبدد, وتوحدت الأمة خلف أبي بكر.

    وقد عصم الله الأمة بهذا الحدث, وسدد خطاها, فسرعان ما انطلقت إلى مهامها ورسالتها على عكس ما يشيعه الحاقدون من أن حادثة السقيفة سببت شرخاً في الأمة, بل إن هذه البيعة كانت هي السبب في تماسك المسلمين ووحدتهم وانطلاقهم للجهاد والدعوة, والدليل ما قام به أبو بكر بعد ذلك أن أنفذ جيش أسامة إلى تخوم الشام, وقد حقق الله على أيديهم نصراً, كما أن أبا بكر شرح الله صدره لمقاتلة المرتدين, وتوحد الصحابة خلفه في ذلك وهو الأمر الذي حفظ الله به الإسلام.

    للاستزادة:

    1- العواصم من القواصم – الإمام أبو بكر بن العربي بتحقيق العلامة محب الدين الخطيب ص37.

    2- الإنصاف فيما وقع في تاريخ العصر الراشدي من الخلاف – د. حامد الخليفة ص105.

    المنهج – الشيخ عثمان الخميس ص17.

    وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبة تسليما كثيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:25 pm