ربيع الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ربيع الحب


    سكرات الموت وشدتة حتىمع الانبياء

    nawal_a
    nawal_a
    ربيع فضى
    ربيع فضى


    انثى عدد الرسائل : 608
    العمر : 38
    نقاط : 6617
    تاريخ التسجيل : 01/02/2009

    سكرات الموت وشدتة حتىمع الانبياء Empty سكرات الموت وشدتة حتىمع الانبياء

    مُساهمة  nawal_a الجمعة يوليو 24, 2009 12:36 am

    سكرات الموت وشدته



    نظرالأهمية لحظة الموت فى المراحل الانتقالية للإنسان من حال إلى حال ؛ فقد أولاها القرآن عناية ملموسة فى كثير من آياته . وقد جاءت أربع آيات بينات تصف لحظة الموت ؛

    حيث قال تعالى : ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ ( الواقعة : 83)

    وقال :﴿ كلا إذا بلغت التراقى ﴾ ( القيامة : 26 )

    وقال : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ﴾ ( الأنعام :93 )

    وقال سبحانه : ﴿ وجاءت سكرت الموت بالحق ﴾ (ق :19 )



    وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته ومدى شدته ؛حيث قال النبي ÷ ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة )) ( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، فى الحلية مجلد 8 ص 201 )



    وتروى لنا عائشة رضى الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول ÷ ، فتقول : (( مات النبى ÷ وإنه لبين حاقنتى (الجزء من الجسم المطمئن بين الترقوة و الحلق) وذاقنتى ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ÷ ))

    ( رواه البخارى فى صحيحه فى كتاب المغازى باب مرض النبى ÷ ووفاته 83 )



    وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه فى الماء فيمسح بها وجهه ويقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))

    ثم نصب يده فجعل يقول : (( فى الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))

    ( رواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )



    فانظر أخى المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبى المرسل ؛ فكيف بالإنسان العادى ؟

    وما جرى على النبي محمد ÷ من شدائد الموت وسكراته ، وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ، هى أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ، وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ، ولا يعرف حقيقة الموقف الذى فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون فى خبرهم : شدة ألمه _ مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ، قطع الخلق بشدة الموت الذى يعانيه ويقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ، عدا الشهيد قتيل الكفار كما سنوضحه فيما بعد .

    وربما يتساءل البعض : كيف أن الأنبياء والرسل وهم أحباب الله ، يقاسون هذه الشدائد والسكرات ، مع أن الله قادر على أن يخفف عنهم ؟



    والجواب : إن أشد الناس بلاء فى الدنيا الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل _ كما جاء فى الحديث الصحيح : (( فأراد الله أن يبتليهم تكميلا لفضائلهم لديه ، ورفعة لدرجاتهم عنده ، وليس ذلك فى حقهم نقصا ولا عذابا . بل هو كمال ورفعة ،مع رضاهم بجميل ما يجرى الله عليهم ، فأراد الله سبحانه أن يختم لهم بهذه الشدائد ، مع إمكان التخفيف والتهوين عليهم ، ليرفع منازلهم ، ويعظم أجورهم قبل موتهم ))



    فقد ابتلى الله إبراهيم بالنار، وموسى بالخوف، والأسفار، وعيسى بالصحار ، والقفار، ومحمد بالفقر فى الدنيا ومقاتلة الكفار؛ كل ذلك لرفعة فى أحوالهم، وكمال فى درجاتهم ، ولا يفهم من هذا أن الله شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة المخالفين فإن ذلك عقوبة لهم، ومؤاخذة على إجرامهم ؛ فلا وجه للشبه بين هذا وذاك .



    وكل المخلوقات يحدث لها عند الموت هذه السكرات ، لافرق بين علوى وأرضى، ولا جسمانى ولا روحانى .. فالجميع يشرب من ذلك الكأس جرعته ، ويغتص منه غصته، قال سبحانه : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ (آل عمران :185 )

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:10 am