صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي أن زيارة رئيس الوزراء الإيطالي "سلفيو برلسكوني" إلي مصر يوم 12 مايو القادم ستشهد عقد القمة المصرية الإيطالية الثانية في إطار المشاركة الاستراتيجية المعززة بين البلدين والتي عقدت قمتها الأولي في روما في يونيو من العام الماضي.
وأوضح المتحدث الرسمي أن وزارة الخارجية تقوم حالياً بالتنسيق مع الوزارات والجهات المصرية المعنية بالإعداد لتلك القمة المرتقبة بين الزعيمين مشيراً في هذا السياق إلي أن مهمة الوفد التجاري المصري في روما حالياً تأتي في إطار الاعداد للشق التجاري من القمة والتي ينتظر أن تشهد التوقيع علي عدد من الاتفاقات مثل الاتفاق الخاص بإنشاء الجامعة المصرية - الإيطالية. وخطة عمل للفترة من 2009 إلي 2012 بشأن تعزيز التعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري وذلك من خلال دعم إقامة المشروعات المتوسطة والصغيرة. وجذب الاستثمارات الإيطالية. وتنمية الموارد البشرية ورفع كفاءة الكوادر المصرية.
كما ينتظر كذلك التوقيع خلال القمة علي مذكرات تفاهم بشأن مشاركة مصر في الأنشطة المرتبطة بمعرض ميلانو "EXPO 2015" والتعاون في مجال الطاقة. بالإضافة إلي ملحق إضافي لاتفاق العمالة الموقع بين البلدين في نوفمبر .2005
كما أبرز المتحدث الرسمي أن المباحثات بين القيادتين ستتضمن تناول الاستعدادات التي تجريها إيطاليا حالياً لاستضافة اجتماعات قمة مجموعة الثماني في يونيو المقبل في مادالينا. والتي حرصت المجموعة التي تترأسها إيطاليا في العام الجاري علي دعوة الرئيس للمشاركة في أعمالها.
وقال إن وزيري خارجية البلدين سيعقدان اجتماعاً علي هامش القمة للتشاور بشأن المشاركة المصرية والاعداد للفقرات التي ينتظر أن تصدر عنها في موضوعات الشرق الأوسط والوضع في أفغانستان والوضع في الصومال وجهود مكافحة القرصنة أمام السواحل الصومالية وغيرها من الموضوعات التي ستناقشها القمة مشيراً إلي أن اجتماعاً لوزراء خارجية الدول المشاركة في مدينة تريستا الإيطالية سيعقد قبيل قمة مادالينا للأعداد لها.
وتأتي دعوة مجموعة الثماني الرئيس تأكيداً علي تقدير دول المجموعة التي تمثل أقطاب الاقتصاد العالمي لشخص الرئيس ودور مصر الرائد علي الساحتين الإقليمية والدولية. حيث ترغب دول المجموعة في التعرف علي رؤي الرئيس إزاء الموضوعات الرئيسية علي الأجندة الاقتصادية الدولية وعلي رأسها سبل التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية. وإصلاح النظامين المالي والنقدي العالمي. ودعم الجهود التنموية للدول النامية والأقل نمواً. فضلاً عن تناول موضوعات الطاقة والتشغيل وتغير المناخ.
وأشار المتحدث إلي أن تفعيل العلاقات بين مصر وإيطاليا علي ذلك المستوي الاستثنائي الرفيع إنما يأتي في إطار خطة مدروسة لتفعيل علاقات مصر مع الدول الرئيسية الفاعلة علي مستوي العالم. موضحاً أنه فيما يخص أوروبا مثلاً فإن العلاقات تسير بشكل إيجابي وبخطي متسارعة. حيث يرأس وزير الخارجية وفد مصر في اجتماع مجلس المشاركة المصري الخامس مع الاتحاد الأوروبي يوم 27 أبريل الجاري في لكسمبرج والذي سيشهد ضمن أمور أخري اتفاق الجانبين علي المضي قدماً بشأن مقترحات مصر لتفعيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ودفعها من خلال الأفكار المصرية ذات الصلة التي طرحها وزير الخارجية المصري خلال اجتماع مجلس المشاركة السابق مع الاتحاد الأوروبي في العام الماضي .2008
أضاف المتحدث أن الشهور الماضية شهدت دفعة غير مسبوقة بل نقلة نوعية في العلاقات المصرية الأوروبية علي المستويين الجماعي والثنائي. فبالإضافة إلي الإطار الجماعي الذي يمثله الاتحاد الأوروبي. فإن مصر أبرمت عدداً من الاتفاقات والمعاهدات مع عدد من الدول الأوروبية الرئيسية مثل اسبانيا والتي تم التوقيع معها علي معاهدة الصداقة والتعاون في شهر فبراير 2008. وكذلك مذكرة التفاهم بشأن لجنة التسيير المصرية الألمانية في شهر ديسمبر الماضي .2008
ذكر المتحدث أن رئيس الوزراء الإيطالي "برلسكوني" سيحرص علي الاستماع من الرئيس بشأن الأفكار المصرية ذات الصلة بدفع وتنفيذ المشروعات والأفكار في إطار الاتحاد من أجل المتوسط والذي يترأسه الرئيس. والرئيس الفرنسي "ساركوزي" حالياً. ومن المعروف الدور والاهتمام الكبير الذي توليه الدول الأوروبية المتوسطية وعلي رأسها إيطاليا لتفعيل أطر التعاون الأورومتوسطي بصفة عامة..يتوقع أن يتصدر ملف الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والتطورات الإقليمية الأخيرة ذات الصلة أجندة الموضوعات التي سيتناولها الزعيمان المصري والإيطالي يوم 12 مايو 2009 في شرم الشيخ. حيث يحرص رئيس الوزراء الإيطالي "برلسكوني" علي الاستماع إلي تقديرات الرئيس. وقد سبق للزعيم الإيطالي الإعراب في مناسبات عديدة عن تقديره الكبير لحكمة ورؤية الرئيس الثاقبة في هذا الإطار والتي تثبت الأحداث الواحد تلو الآخر صحتها.
وتجدر الإشارة إلي أن العلاقة مع إيطاليا تتميز بخصوصية شديدة في ضوء العلاقات الوثيقة بين البلدين. حيث تعتبر إيطاليا الشريك التجاري الأول لمصر علي الصعيد الأوروبي. والثاني علي مستوي العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف وزير الخارجية أن الجانب الإيطالي يقدر حجم ودور مصر وقيادتها في المنطقة. الأمر الذي نلمسه من خلال اتفاق المشاركة الاستراتيجي المذكور معهم والذي لم توقعه إيطاليا سوي مع عدد محدود من دول العالم الرئيسية. فضلاً عن العلاقة الوثيقة التي تربط القيادتين وهو ما يشعر به الجميع من خلال الزيارات المتعددة والمتعاقبة لرئيس الوزراء الإيطالي إلي مصر.