ربيع الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ربيع الحب


    احذر بسمة طفلك.. ودمعته

    nawal_a
    nawal_a
    ربيع فضى
    ربيع فضى


    انثى عدد الرسائل : 608
    العمر : 38
    نقاط : 6617
    تاريخ التسجيل : 01/02/2009

    احذر بسمة طفلك.. ودمعته Empty احذر بسمة طفلك.. ودمعته

    مُساهمة  nawal_a الأربعاء يناير 20, 2010 11:24 pm

    وكثير منا يبالغ في التعلق بهم , تعلقا قد لا يستطيع تقويمه أو تأطيره في إطار النفع والصواب ويبتعد

    به عن الضر أو الخطأ ..

    كثير من الناس يمحورون حياتهم تبعا لحياة أبنائهم , ويهيئون ظروفهم تبعا لظروف أبنائهم , بل كثير

    من الناس يعتبر سعيه وجهده كله إنما هو لأبنائه ,


    وكثيرا ما نسمع من الآباء تلك المقولة ( ما أبذل في الحياة إلا لأبنائي )

    لأول وهلة قد تبدو تلك المقولة لا باس بها في حياتنا , ولأول وهلة أيضا قد يبدو ذاك السلوك غير


    مستغرب , إذ تربينا عليه , وعهدنا الحياة في ظله , لكننا لو أمعنا النظر في الموقف لاكتشفنا ما لن

    نحمده كثيرا !!

    لقد رزق الله عباده بالأبناء رحمة منه ونعمة وفضلا , وعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الأبناء لنا


    إنما هم نفع لأمتهم , وبر بوالديهم , وقرب من ربهم , وسعادة في بيوت المسلمين بنقائهم وصفائهم


    وضعفهم والحب الذي في قلوبهم ..

    لكن بيوتنا صارت تجاه أبنائنا شيئا آخر غير تلك الأهداف والمعاني , فصار أمل الوالدين إرضاء


    الأبناء, والإسباغ عليهم من كل ما يطلبون , وإغراقهم في كل ما يحبون , بل صار السعي كله لأجل


    الأبناء , والعمل كله لصالحهم , فالسعادة ما أسعدهم , والشقاء ما أحزنهم وآلمهم !!


    وحتى صارت بسمة الولد هي المرتجى , فكل ما يجلب ابتسامته مطلوب , مهما كان التعب فيه


    والشقاء في جلبه , وصارت دمعته مفزعة للوالدين , وفي سبيل منعها يهون كل غال !!


    إننا لا نعتب على الآباء حب أبنائهم فهو أمر فطري إنساني رائع ,

    ولا ننعي عليهم البذل والعطاء لهم فهو فضل وعطاء جميل ,


    إنما نعتب على أولئك الزائدين في حبهم لأبنائهم المبالغين في الاهتمام بهم فيخرج اهتمامهم عن معنى التربية الصحيحة الجادة ,


    فيتربى الأبناء مدللين فاقدي شخصياتهم الجادة, متصفين بالنعومة البالغة والترفه الشديد وعدم

    القدرة على السيطرة على النفس ومطالبها ورغباتها


    , كما ننعي على تلك البيوت التي يحول فيها الأبناء أحوال آبائهم من الشجاعة إلى الجبن ,


    حبا لهم ,


    ومن الكرم في عطاء الناس إلى البخل , إغداقا عليهم , ومن السعادة إلى الحزن , كمدا


    على مرضهم أو غيابهم !! ,


    وفي الحديث : " الولد مجبنة مبخلة محزنة " (1) فهو مجبنة عن


    الجهاد في سبيل الله ومبخلة عن الصدقة ومحزنة كلما أصابه مكروه .



    إن علينا أن نتعامل مع بسمات ابنائنا ودمعاتهم تعاملا متوازنا جادا


    , فقد يكون منع العطاء عن الأبناء في أحيان كثيرة دعما لنفوسهم وتربية لقلوبهم على التصبر والتعفف والتخشن والمروءة ,


    وقد يكون الحزم معهم في أحيان بانيا لشخصياتهم القوية وموضحا لمعاني الخطأ والصواب والحق والباطل .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:21 pm